منتديات البصائر الإسلامية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات البصائر الإسلامية

منتديات البصائر الإسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::: بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً :::.


    الدينُ الحقُّ للعلامة يحيى الديلمي

    المصلوب بالكناسه
    المصلوب بالكناسه
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 341
    العمر : 33
    العمل/الترفيه : طالب
    اضف نقطة : 102
    تاريخ التسجيل : 07/12/2007

    الدينُ الحقُّ للعلامة يحيى الديلمي Empty الدينُ الحقُّ للعلامة يحيى الديلمي

    مُساهمة من طرف المصلوب بالكناسه الأحد ديسمبر 14, 2008 7:04 pm



    الدينُ‮ ‬الحقُّ


    ❊ (من داخل السجن المركزي بصنعاء)العلامة/ يحيى الديلمي

    > الحياةُ لا تقومُ الا بقيَم، ولا توجد القيم الا بدين، ولهذا وصف اللهُ الاسلامَ بالدين القيّم والمستقيم والحق.

    لأن القيم دواءُ الحياة وقوامُها، ولا حياة لمن لا قيم له. قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

    وهل الدينُ إلا الخلق؟، قال الله سبحانه وتعالى ((وانك لعلى خلق عظيم))، ووُصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((بأنه كان خلقه القرآن)).

    فإذا خلت الأمة والبشرية والمجتمعات والأفراد من الأخلاق والقيَم وُجد الانحطاطُ ووُجد العبثُ والظلم والفساد.

    فإذا ترك الناسُ الاحتكام إلى الدين الحق والذي يمثله القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة تركت القيم وانتشرت الجاهلية بكل فسادها العقدي والفكري والأخلاقي، وانحرفت الفطرة، وتلوثت بالشيطنة والمسخ والأفكار السقيمة، ونتج عن ذلك فظائع الجرائم وحصل الهَول وانتشرت الكوارث الاجتماعية وصُبَّت على المجتمعات مصائبُ الوَهَن والضياع.

    قال الامامُ الحسينُ بنُ علي بن أبي طالب عليه السلام ((الناسُ عبيدُ الدنيا)).

    من أين جاءت هذه العبودية؟!!، وكيف تكونت؟، ولماذا صار الإنسان عبداً لما هو مسخر له؟، وهل هذه العبودية في فطرة الناس؟، أو في عقل الإنسان السوي؟.

    ثم ما هي العبودية؟، وما هي الدنيا؟ .

    العبودية: هي أن يمتلكك غيرك. والدنيا: مأخوذة من الدناءة وهي في القرآن العظيم ((لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد)).

    فإذا صار الناس عبيداً للعب وللهو وللزينة التي لا تفيد أبداً إلا أنها لمعانٍ وألوان ثم التفاخر والتباهي بالمال والجاه ليس هناك إلا متاع الغرور.

    ثم ما موقف الناس من الدين الحق؟، من القيم؟، من الأخلاق العظيمة؟.

    قال الامام الحسين عليه السلام:

    ((والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم)).

    مجرد كلمات تطلق وأحيانا حماس فالناس يصرخون ويرددون كلمة الدين الدين، الإسلام، الكتاب، السنة، القيم، الأخلاق.

    مجردُّ كلمات تصدُرُ عن أفواه عاشقة للدنيا. بل الطامة أن الدنيا ومُلاك الدنيا يمتلكونهم فلا يستطيعون إلا أن يهمهموا بهذه الكلمات وأحياناً لا يسمعهم أحد؛ لأنهم لا يجرؤون أن يقولوا مجرد كلمة. فكيف إذا آن الأوان وحان وقت المواجهة مع الظلم، مع الفساد، مع الانهيار الأخلاقي، و سقوط القيم، مع الانحدار إلى هاوية الذلة والمهانة والجهالة والزيف وسفك الدماء وهتك الأعراض والحكم بغير ما أنزل الله والاحتكام إلى طواغيت العالم.

    كيف هُم؟.

    قال الحسين عليه السلام:

    ((فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون)).

    بلاء تمحيص

    قال الله سبحانه وتعالى: ((ليبلوكم أيكم أحسن عملاً))، وفي آية أخرى ((لنبلولهم))، وفي موضع آخر ((لننظر كيف تعملون))، وقال تعالى: ((وليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين)).

    كيف هم إذا حل بهم البلاء؟، ودخلوا في مواجهة مع الطغاة والمفسدين والذين يريدونها عوجاً.

    قال الإمام الحسين عليه السلام:

    ((قل الديانون)).

    هذه هي النتيجة وليست جديدة بل هي متكررة منذ بعث الله الأنبياء وإلى يوم القيامة

    قال رب العالمين:

    ((وقليلٌ من عبادي الشكور)).

    وقال تعالى((وقليل ما هم))، وقال أيضاً ((وما آمن معه إلا قليل))، وقال في موضع آخر ((فشربوا منه إلا قليلاً)).

    وقال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين عليه إلى يوم القيامة)).

    فهناك قلة طائفة هؤلاء هم أهل الدين؛ لأنهم رضوا وأحبوا المواجهة مع الجهل بالعلم، مع الظلم بدمائهم وأرواحهم لم يسكتوا ولم يستسلموا له أبداً، كيف وقد علمنا الإسلام أن نكون أحراراً.

    قال سبطُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((والله لا أعطيكم إعطاءَ الذليل ولا أفر فرارَ العبيد)).

    فلماذا خرج الحسين عليه السلام؟.

    قال عليه السلام: لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سُمعة، وإنما خرجتُ أريدُ الإصلاحَ في أمة جدي.

    أراد أن تعودَ الأمة باتجاه الدين القويم والصراط المستقيم ليعيش البشر في ظل العدل والأمان والوفاق والعلم والخير والجمال بكل معاني ذلك.

    قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: ((حسين مني وأنا من حسين)).

    ذلكم هو المنهج وتلكم هي الطريقة والمعنى هنا الدين الحق الذي يجب أن يكون عليه العاقل المميز المدرك المتجرد من النزعات السقيمة مثل الخبث والحقد، والكبر، و الغرور، والعجب، والجهل.. فهذه اسقام وحُجُبٌ تمنعُ العقلَ والروحَ من الوصول إلى مراتب الدين الحق الذي يمثله القرآن وحياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بكل ابعادها ومستوياتها. فكراً وسلوكاً قولاً وعملاً....

    الدين الحق الذي يعني الحياة الطيبة، الحكمة، العلم، الخلق الكريم، الإنتاج، والإبداع المرتبط بالحياة الطيبة.

    وكلها متعلقة بالإنسان وما حوله ليكون في مرتبة الكمال والتكريم والتفضيل وفي طريق التسبيح والتقديس.

    الدين الحق لا يعني أبداً العُدوان والاستعلاء والقهر والفساد والهدم والطغيان.

    كلا كلا، إنما يعني العدالة والتواضع والرحمة والصلاح والأمان والعلم والبذل والصدق والبناء... فها هو النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يبين للأمة أن منهجَ الحسين من منهجه صلى الله عليه وآله وسلم: »وأنا من حسين«.

    قضيةٌ تحتاجُ من الأمة الآن أن تأخذَ دروسَها من منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي واجه الشركَ والكفرَ والطغيانَ والاستبدادَ..

    وعلى الله فليتوكل المتوكلون.

    (وسلامٌ على عباده الذين
    اصطفى).

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 12:22 am