وافد يسال العلامه القاسم بن إبراهيم
قال الوافد: كيف أصنع إذا لم أستطع البكاء ولم تدمع؟
قال العالم: ما جمدت العيون إلاَّ من قساوة القلوب، وما قست القلوب إلاَّ من كثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلاَّ بالرضا بالعيوب، وما وقع الرضى إلاَّ بعد الاجتراء على علام الغيوب، جمود العين، من وجود الرين، وقال في ذلك شعراً:
ثم قال: أتبغي صفاء الفؤاد، مع بقاء المراد، تضيع الأصول، وتركب الفضول، ثم تطمع في الوصول، وأنت لا تتبع ما جاء به الرسول، أتطلب المراد، مع كثرة الرقاد، وقلة الإجتهاد، أتطلب المساعدة مع قلة المجاهدة، هذا من علامة المباعدة، لن تنال الأماني، إلاَّ بترك الفاني، لا بالكسل والتواني، تسهر العيون تصبح غير مغبون، لن تنال غرف الجنان، إلاَّ بصفاء الجنان، وخالص الإيمان، وقراءة القرآن، وتوحيد الرحمن، وإطعام الطعام، ورحمة الأيتام، وكثرة الصيام، وطول القيام، من طابت([17]) مناجاته، ارتفعت درجاته، وقلت فزعاته.
قال الوافد: كيف أصنع إذا لم أستطع البكاء ولم تدمع؟
قال العالم: ما جمدت العيون إلاَّ من قساوة القلوب، وما قست القلوب إلاَّ من كثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلاَّ بالرضا بالعيوب، وما وقع الرضى إلاَّ بعد الاجتراء على علام الغيوب، جمود العين، من وجود الرين، وقال في ذلك شعراً:
تزود من حياتك للممات أترقد والمنايا طارقات أتضحك أيها العاصي وتلهو أتضحك يا سفيه ولست تدري | ولا تغتر في طول الحياة كأنك قد أَمِنْت من البيات ونار الله تُسعر للعصاة بأي بشارة يأتيك آت |
ثم قال: أتبغي صفاء الفؤاد، مع بقاء المراد، تضيع الأصول، وتركب الفضول، ثم تطمع في الوصول، وأنت لا تتبع ما جاء به الرسول، أتطلب المراد، مع كثرة الرقاد، وقلة الإجتهاد، أتطلب المساعدة مع قلة المجاهدة، هذا من علامة المباعدة، لن تنال الأماني، إلاَّ بترك الفاني، لا بالكسل والتواني، تسهر العيون تصبح غير مغبون، لن تنال غرف الجنان، إلاَّ بصفاء الجنان، وخالص الإيمان، وقراءة القرآن، وتوحيد الرحمن، وإطعام الطعام، ورحمة الأيتام، وكثرة الصيام، وطول القيام، من طابت([17]) مناجاته، ارتفعت درجاته، وقلت فزعاته.