منتديات البصائر الإسلامية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات البصائر الإسلامية

منتديات البصائر الإسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

.::: بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً :::.


    عبقرية علماء الزيد ية في الفكر الإسلامي

    ابا الحسين
    ابا الحسين
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 7
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : طالب جامعي
    الدوله : عبقرية علماء الزيد ية في الفكر الإسلامي QatarC
    اضف نقطة : 0
    تاريخ التسجيل : 26/02/2008

    عبقرية علماء الزيد ية في الفكر الإسلامي Empty عبقرية علماء الزيد ية في الفكر الإسلامي

    مُساهمة من طرف ابا الحسين السبت مارس 22, 2008 8:00 pm

    عبقرية علماء الزيد ية في الفكر الإسلامي


    يقول الأستاذ يحيى عبد الكريم الفضيل في كتابه (من هم الزيديه):

    من المسلم به الآن وعند جميع الطوائف أن الزيدية ومن يسمونهم (العدلية) المعتزلة كانوا قد سبقوا كل رجالات الفكر من علماء الإسلام إلى ما صار اليوم من الأمور المسلم بها علمياً وواقعياً بعد أن كان في السابق شيئاً بعيداً، وربما كان عند بعض الجهلاء وبعض من يدعون الفكر وكتبوا عنه شيئاً محالاً والأمثلة على ذلك كثيرة.

    منها: ما في علم الكلام وعلم اللطيف من المسائل كالقول بأن الله سبحانه ليس بذي مكان في الأرض ولا في السماء؛ لأن الأرض والسماء مكانان محدثان؛ ولأن الله كان قبل خلق العالم ولا مكان، ويكون بعد فناء العالم ولا مكان؛ لأنه خلق المكان وهو مستغني عن المكان وهو خالق الزمان ومستغني عن الزمان.

    ومنها: أن الله سبحانه لا يوصف بأنه فوق؛ لأنه يلزم منه أن يكون في جهة، والجهات كلها محدثة، وكان الله ولا شيء قبله، وقد ثبت علمياً أن عبارة السماء فوقنا مسألة نظرية؛ لأن دوران الأرض يصير ما كان يعتبر فوقنا في النهار، تحتنا في الليل، وهكذا.

    ومنها: تقرير الزيدية أن الأرض كروية وأنها على شكل كرة، أثبت هذا الإمام المهدي أحمد بن يحيى ونقل خلاف القائلين بسطحيتها، وقد عاش ما بين 775ه‍ إلى سنة 840ه‍، وبهذا يتبين أن الفكر الزيدي توصل إلى حقيقة كان يجهلها علماء الغرب في تاريخه وينكرون على القائل بها.

    ومنها: أنه بالنظر إلى ما حصل قديماً وحديثاً من اختلاف، وما وصل إليه العلماء الجيولوجيون اليوم بعد غزو الفضاء، وذلك بعد ارتباكهم الطويل عن حقيقة تكوين الأرض وابتداء وجود الإنسان، ذلك القول الذي صدر عن دار البحوث الأمريكية في عام 1973م موافق 1393ه‍ والذي يتكهن بموجبه علماء الفضاء والجيولوجيا وهو: أن الأرض تكونت من ماء تحرك به زبد ثم تحجر، وأن ذلك حصل وبضغط هوائي ودوران قوي.

    فإن للزيدية أن يفخروا بأنهم وجميع آل رسول الله يقولون في هذا العلم ما قاله الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- في خطبته المنقولة في نهج البلاغة المروية بإسناد متصل تناقله العلماء المحدثون جماعة عن جماعة، والتي قال فيها عن ابتداء خلق السماوات والأرض وابتداء خلق الإنسان ما لفظه: (ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الأرجاء، وسكائك الهواء، فأجرى فيها ماءً متلاطماً تيّاره، متراكماً زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، والزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شده، وقرنها إلى حده، الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق، ثم أنشأ سبحانه ريحاً اعتقم مهبها، وأدام مربها، وأعصف مجراها، وأبعد منشأها، فأمرها بتصفيق الماء الزخار، وإثارة موج البحار، فمخضته مخض السِّقاء، وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد أوله إلى آخره، وساجيه إلى مائره، حتى عب عبابه، ورمى بالزبد ركامه، فدفعه في هواء منفتق، وجو منفهق، فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجاً مكفوفاً، وعلياهن سقفاً محفوظاً، وسمكاً مرفوعاً، بغير عمد يدعمها، ولا دسارٍ ينظمها. انتهى المراد.

    وساق بعد هذا كلاماً عن الكواكب والسماء.

    قلت: وفي كتاب (شرح نهج البلاغة) للعلامة ابن أبي الحديد -رحمه الله- ما فيه توضيح لنقط كثيرة من محتويات خطاب الإمام علي ، فمن أراد مزيداً من الإيضاح فعليه بالكتاب المذكور.

    ثم إنه قد جاء في القرآن الكريم مصداق ذلك بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}[هود:7].

    مما يدل بوضوح أن الماء كان خلقه قبل خلق السماوات والأرض.

    والذي نريد أن ندلل عليه الآن في هذا البحث هو أن الزيدية على هذا التقرير؛ لأنهم على نهج الإمام علي كرم الله وجهه، في جميع الأحكام والتقارير.



    نجوم كسوف الشمس يا صاح ستة



    فسبحان من بالنيرات هدانا



    مقدمها ثم البطين ونثرة



    وسعد بلع زد جبهة وزبانا





    ومنها: تقرير الزيدية لصحة الأبحاث التي تقرر بالحساب عن مواعيد ومواقيت كسوف الشمس ومواقيت كسوف القمر، ومما قاله الإمام المهدي أحمد بن يحيى في ذلك أنه: إذا نزل القمر في ستة منازل يوم أربع عشر في أي شهر عربي من شهور السنة فإن القمر تكسف، والمنازل التي حددها هي: النطح ، والجبهة، والزبانا، والنثرة، وسعد بلع، والمقدم، قال: وكذلك الشمس إذا نزلت في أحدها يوم ثمانية وعشرين ويوم تسعة وعشرين نادراً من أي شهر، وقد جمع ذلك في مقطوع من الشعر فقال:

    قلت: انظر إلى هذه المعلومات قبل حوالي سبعمائة عام من تاريخنا، وقد ظهرت الآن بوضوح مع تقدم العلم في هذا العصر.

    ومنها: تقرير الزيدية أن الأرض كروية، قال الإمام المهدي في مقدمة البحر ما لفظه: (مسألة: والأرض كروية). وقال أبو العباس: بل مسطحة، وقيل: شبه طبل، وقيل: كنصف كرة مشقوق، وقيل: كصنوبرة، وقيل: لا طريق إلى كرويتها إلا السمع، قلت : بل لهم إلى كرويتها طريق عقلي تحقيقه في علم الفلك.

    ومنها: تقرير الزيدية أن كل جسم مركب من جواهر. وهو ما أثبته العلم الحديث.

    هـذا واعـلم أيها المطلع على هذا أن الذي أوردناه في إثبات تفوق الزيدية في علم الفلسفة هو بعض من كل، وقطرة من مطرة.

    وما أوردناه من الأدلة على ذلك ليدل دلالة ظاهرة قاطعة تحكم بأنهم عباقرة الفكر الإسلامي بل والعالمي في عصرهم وإنا إذا عرفنا ما كان نقله هنا من كتاب (مقدمة البحر الزخار) للإمام المهدي وسقناه بالحرف الواحد، وعرفنا أن ذلك التأليف كان قبل حوالي سبعمائة قرن من الزمان بالنظر لأنه عاش كما قدمناه بين سنة 775ه‍ وسنة 840ه‍، لا بد أن نحكم أن تقارير الزيدية فيما صح لهم نتيجة دراسة علمية وفكرية على الأدلة العقلية والنقلية.

    فيجدر بهم مع هذا أن يكون لهم ما نالوه من السبق في اختيار المذهب الشريف على أصح ما ورد من المسانيد وأوفق ما استنبط من الأحكام.

    وكم شنع بعض الأفراد عليهم وعلى المعتزلة في استخدام العقل في علم الكلام كدليل، لكنهم لم يأبهوا لذلك واستمروا يفكرون ويقررون.

    علماً بأن الطريق الصحيح إلى التحقيق والمعرفة في العلوم هو النظر والتفكير السليم.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 10:03 am